«قفزة تاريخية» الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين مع تصاعد المخاوف التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بالطلب المتزايد على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية غير الواضحة. وجاء هذا الصعود انعكاسًا للقلق المتزايد لدى المستثمرين، الذين يترقّبون نتائج اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق العالمية وتدفقات الأموال.

ارتفاع أسعار الذهب وأسبابه الرئيسية

خلال تداولات الثلاثاء، ارتفع الذهب في السوق الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 3380.92 دولارًا للأونصة، وهو الأعلى منذ الأسبوعين الماضيين. هذا الارتفاع يعكس ثقة المستثمرين في المعدن الثمين كملاذ آمن وسط اضطرابات الأسواق. كما شهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب زيادة بنسبة 2% لتصل إلى 3389.90 دولارًا، مما يعكس توقعات بزيادة الطلب خلال الفترة المقبلة. تأتي هذه القفزة في الأسعار مدفوعة بإعلان واشنطن عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات استراتيجية مثل الأفلام والأدوية، مما زاد من القلق في الأسواق العالمية.

توجهات السياسة النقدية وقرارات الفيدرالي وتأثيرها على الذهب

ترقّبت الأسواق بقلق الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50%. هذا الاجتماع يعدّ نقطة محورية بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن إشارات حول مستقبل السياسة النقدية، خاصة في ظل زيادة الرسوم الجمركية واحتمال تبني سياسات تيسيرية لتحفيز الاقتصاد. في هذا السياق، يُعتبر الذهب خيارًا جذّابًا في ظل انخفاض العوائد الحقيقية نتيجة السياسات النقدية الميسّرة، إذ يتيح الاستثمار فيه تحوّطًا فعّالًا ضد الاضطرابات الاقتصادية والتقلبات التمويلية.

تأثير اضطرابات الأسواق على المعادن النفيسة وأسعار الذهب

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى زيادات ملحوظة في أسعارها، حيث صعدت الفضة بنسبة 1.5% إلى 32.99 دولارًا للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 1.3% ليصل إلى 971.24 دولارًا، بينما زاد سعر البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 945.75 دولارًا. تأتي هذه القفزات نتيجة توجّه المستثمرين نحو الأصول الآمنة كبديل للأصول ذات المخاطر العالية، ما يؤكد أن الغموض في التجارة والسياسات النقدية لا يقتصر تأثيره على الذهب فحسب، بل يمتد إلى جميع المعادن النفيسة.

تشير التحركات الحالية في أسواق الذهب والمعادن النفيسة إلى استمرار الطلب المرتفع، وسط تصاعد حالات عدم اليقين العالمي. وبالنظر إلى احتمالية استمرار التوترات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية المتقلبة، يُتوقع أن يحافظ الذهب على جاذبيته كأداة للتحوط خلال الفترات المقبلة.