الذهب يخفف من وتيرته التصاعدية بينما ينتظر العالم نتائج المفاوضات الأمريكية الصينية

تراجعت أسعار الذهب اليوم نتيجة توقعات بمفاوضات حاسمة بين الولايات المتحدة والصين حول القضايا التجارية، بالإضافة إلى انتظار بيانات التضخم الأمريكية التي قد تؤثر على توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، ما يدفع الأسواق للترقب خاصة في ظل تأثير هذه العوامل على استقرار الاقتصاد العالمي. الأوضاع الاقتصادية العالمية تجعل المستثمرين يقظين لتحركات الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق.

أسعار الذهب وتأثير المحادثات التجارية

يشهد الذهب انخفاضًا في أسعاره مع تراجع العقود الآجلة بنسبة 0.8% إلى 3328.4 دولار للأونصة وتراجع السعر الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3310 دولارات للأونصة. تأتي هذه التراجعات وسط محادثات مكثفة بين مسؤولين من الولايات المتحدة والصين يتناولون فيها نقاط خلاف هامة مثل الرسوم الجمركية ومنع تصدير المعادن الأرضية النادرة. هذه المحادثات تترك الأسواق في ترقب لأي تقدم يمكن أن يعكس الثقة في الاقتصاد الدولي ويؤدي إلى استقرار أسعار الذهب مجددًا.

مؤشر أسعار المستهلكين وتأثيره على الذهب

أفاد تيم ووتر، محلل السوق في “KCM Trade”، بأن الذهب يتداول بتحفظ حتى تظهر دلائل واضحة على تقدم في المحادثات التجارية. المستثمرون يترقبون إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي والذي يمكن أن يقدم إشارات جديدة بشأن توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، ففي حال حدوث زيادة غير متوقعة في التضخم، قد يؤدي ذلك إلى تكهنات حول تشديد السياسة النقدية، مما قد يضغط على سعر الذهب حيث يعتبر ملاذًا استثماريًا آمنًا.

مؤشر التضخم والذهب كملاذ آمن

توقع ووتر حدوث ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم، لكنه حذر من أن أي مفاجآت قوية في البيانات قد تدفع المستثمرين إلى العودة للذهب بحثًا عن الأمان. أسواق المال شهدت تفاؤلًا نسبيًا الشهر الماضي بعدما توصلت واشنطن وبكين إلى هدنة مؤقتة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، مما عزز الاستقرار النسبي للأسواق المالية العالمية.

من الجدير بالذكر أن الذهب هو أحد الملاذات الأكثر أمانًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، حيث يمثّل حماية للمستثمرين من تقلبات الأسواق وعدم استقرار العملات. لذا، فإن مؤشر الذهب يبقى أحد المؤشرات الرئيسية التي تعكس توجهات الأسواق العالمية وسط الأوضاع الراهنة.