احتيال واتساب الجديد: رسالة مرحباً أمي تكشف أساليب المخادعين

حذر خبراء أمن سيبراني من انتشار نوع جديد من عمليات الاحتيال عبر تطبيق واتساب، مستهدفين العائلات باستخدام أساليب متقنة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتم رصد آلاف الحالات منها خلال العام 2025، حيث يستغل المحتالون مشاعر الضحايا وخداعهم عبر تقليد أصوات أفراد العائلة، الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة وصلت لنصف مليون جنيه إسترليني.

كيف تعمل طريقة الاحتيال عبر واتساب

تعتمد الطريقة المسماة “مرحبا أمي” أو “مرحبا أبي” على انتحال هوية أحد أفراد العائلة، حيث يبدأ محتالون بإرسال رسالة تهدف إلى كسب ثقة الضحية بادعاء فقدان الهاتف أو الحاجة العاجلة للمال لدفع الإيجار أو شراء هاتف جديد، وأكثر ما يميز تلك الطريقة استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد رسائل صوتية تُماثل صوت الابن أو الابنة بدقة عالية، فيضغط الضحايا للإرسال بسرعة دون وقت كافٍ للتفكير أو التحقق، وحتى أفراد الأسرة أنفسهم لا يتمكنون من التمييز بين الصوت الحقيقي والمزيّف، ما يجعل الاحتيال أكثر إقناعًا.

الإحصائيات والخسائر الناتجة عن الاحتيال بتقنية الصوت

تشير الإحصائيات إلى أن هذا النوع من الاحتيال ارتفع بصورة كبيرة منذ بداية عام 2025، حيث جرى تسجيل 506 حادثة نتج عنها خسائر بلغت 490606 جنيه إسترليني، وفقًا لتقارير بنك “سانتاندير”، وشهد شهر أبريل بمفرده 135 حالة سرقة، تجاوزت قيمتها 127 ألف جنيه، ويعتمد المحتالون على مقاطع منشورة للعائلة على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على عينات صوتية لتوليد المحتوى المزيف، ما يزيد من دقة عمليات الاحتيال، ولا يكتفون بانتحال الأقارب فقط، بل قد يتظاهرون بأنهم أصدقاء مقربين أو حتى الوالدين، ما يؤكد تطور هذا الأسلوب بشكل غير مسبوق.

طرق حماية نفسك من عمليات الاحتيال عبر واتساب

توصي الجهات المتخصصة باتباع عدد من الإجراءات لتجنب الوقوع ضحية لهذه الحيلة، أولاً: عدم تحويل الأموال دون التحقق الكامل من هوية المرسل عبر مكالمة هاتفية مباشرة إلى الرقم الأصلي المسجل لديك، ثانيًا: إنشاء كلمة مرور سرية عائلية للتحقق الذاتي عند الضرورة، ثالثًا: تجنب الاستجابة العاطفية لأي رسالة تبدو مستعجلة أو طارئة من رقم غير محفوظ، كذلك يجب الإبلاغ الفوري عن الرسائل المشبوهة عبر أدوات واتساب، مع التواصل بشكل عاجل مع البنك في حال وقوع أي معاملة مالية مشبوهة للحيلولة دون إتمامها.

وأكد جيك مور، مستشار الأمن السيبراني، على زيادة براعة المحتالين في استغلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لخداع الضحايا، مما يحتم على المستخدمين تعزيز وعيهم بأحدث الأساليب الاحتيالية، حيث قد تكون أبسط خطوة مثل التحقق الإضافي كافية لتجنب خسائر باهظة تفوق التخيل.