«قفزة جديدة» الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين مع زيادة الطلب العالمي

يعتبر الذهب أحد أهم المعادن النفيسة وأفضل الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية، ومع ارتفاع المخاوف العالمية بشأن القرارات الاقتصادية مثل فرض الرسوم الجمركية وغيرها، أصبح الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة خلال الأيام الأخيرة بفضل تجدد الطلب من المستثمرين، خاصة في ظل انتظار اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل الذي قد يحمل إشارات حاسمة بشأن أسعار الفائدة.

أسعار الذهب اليوم واستراتيجيات الاستثمار

شهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا في المعاملات الفورية ليصل إلى 3380.92 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى خلال أسبوعين، فيما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب صعودًا بنسبة 2 بالمئة لتصل إلى 3389.90 دولار حسب التقارير الأخيرة؛ يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بمخاوف المستثمرين تجاه خطط الرسوم الجمركية المعلن عنها مؤخرًا من الرئيس الأمريكي، مما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، إذ يرى المحللون مثل “ييب جون رونج” من آي جي أن الأوضاع الاقتصادية والسياسات الجمركية العالمية قد تزيد من الدعم للمعدن الأصفر.
توصي بعض المؤسسات الاقتصادية مثل “NeoVision” بتخصيص جزء من المدخرات الشهرية لشراء الذهب بهدف تنويع المحفظة الاستثمارية، خاصة مع استقرار أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة ويحسن من جاذبية الذهب كاستثمار طويل الأجل.

أهمية الذهب والفضة كأصول استثمارية

تُعد الفضة والذهب من أبرز المعادن التي تشهد طلبًا متزايدًا في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.5 بالمئة مؤخرًا لتصل إلى 32.99 دولار للأونصة، في حين شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم أيضًا صعودًا ملحوظًا؛ الجدير بالذكر أن الذهب لا يدر عائدًا لكنه يمثل وسيلة فعالة للتحوط ضد الاضطرابات السياسية والمالية، وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن الذهب يستفيد من تراجع أسعار الفائدة مما يدعم مساره الصعودي.
يمكن تمييز الذهب بمزاياه الاستثمارية كونه محميًا من تقلبات العملة والتضخم، إذ أنه يلعب دور الملاذ الآمن للمستثمرين عند مواجهة تقلبات السوق.

الترقب لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي

تتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث يتوقع المحللون أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما يعزز الآمال بمواصلة دعم أسعار الذهب؛ صرح رئيس المجلس، جيروم باول، بأن المسار الاقتصادي يتطلب الحذر الشديد، ويعكف المستثمرون على تفسير تصريحات البنك المركزي لمعرفة الاتجاهات المستقبلية للسياسات النقدية، إذ أن تلميحات حول تيسير السياسات قد تدفع الذهب لتحقيق مزيد من المكاسب.
في النهاية، يوصى جميع المتعاملين في السوق بمراقبة التحركات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على أسواق المعادن النفيسة، حيث تشكل تطورات مثل فرض رسوم جمركية أو سياسات نقدية جديدة عوامل مباشرة تؤثر على أسعار الذهب والفضة.