«حقيقة صادمة» الأزهر ينفي تشكيل لجان فتوى مشتركة مع الأوقاف

نفى الأزهر الشريف صحة ما تداولته وسائل الإعلام حول تصريحات منسوبة لوكيل الأزهر، الدكتور محمد الضويني، بشأن اقتراح “لجان فتوى” تضم الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء خلال مناقشة مشروع قانون تنظيم الفتوى بمجلس النواب، حيث أكد المركز الإعلامي للأزهر أن موقف هيئة كبار العلماء واضح برفض مشروع القانون بصورته الحالية؛ وتم إبلاغ الجهات المختصة رسمياً.

موقف الأزهر الشريف من مشروع قانون تنظيم الفتوى الشرعية

يؤكد الأزهر الشريف أنّه يرفض بشدة إنشاء لجان فتوى تتبع وزارة الأوقاف ضمن مشروع القانون الجديد، فمن خلال المناقشات التي أجرتها الهيئة العليا للأزهر وممثليه القانونيين، تم التأكيد على أهمية الحفاظ على اختصاصات الفتوى وفق الدساتير والقوانين المنظمة، وذلك حرصًا على ضبط الشأن الديني وتجنب التداخل في الاختصاصات الشرعية. وبناءً على ذلك، أرسلت هيئة كبار العلماء مواقفها الرسمية إلى الجهات المعنية لتوضيح أسباب رفض المشروع.
من جهة أخرى، يعمل الأزهر حاليًا على تكثيف جهوده عبر لجان الفتوى التابعة له، والتي يبلغ عددها حوالي 250 لجنة، موزعة على كافة محافظات الجمهورية، بهدف تقديم الإرشاد الشرعي للمواطنين، وضمان المهنية والاستقلالية التامة، حيث تُشرف الهيئات المختصة بالأزهر بالكامل على هذه اللجان.

جهود الأزهر في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة الفكر المتطرف

في سعيه لتعزيز الوعي الفكري، ينظم الأزهر مبادرات فعّالة تستهدف توعية الشباب، ويأتي من بينها الأسبوع السابع للدعوة الإسلامية تحت شعار “الأمن الفكري.. ضرورته وسُبل تحقيقه”، والذي تم افتتاحه في جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر. يُركز هذا الحدث على تعريف الطلاب بمخاطر الفكر المتطرف وسبل مواجهته، مع ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، استجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بضرورة التواصل مع فئة الشباب لمواجهة الفكر المتطرف الذي يهدد الأمن المجتمعي.
يشهد هذا الأسبوع مشاركة نخبة من كبار علماء الأزهر وأساتذة الجامعات المتخصصين في مجالات الفكر والتربية، إضافة إلى الجهود المشتركة لتعزيز الانتماء الوطني وحماية عقول الشباب من الأفكار الهدامة، كما أنّ هناك خططًا لمواصلة هذه الفعاليات في جامعات أخرى.

دور الأزهر في الإفتاء والوعي المجتمعي

على مر العقود، أثبت الأزهر الشريف دوره الرائد في مجال الإفتاء، عبر اللجان المختلفة التي تعمل بمهنية لتحقيق تلبية احتياجات المواطنين، وأشار المركز الإعلامي إلى أنّ هذا الدور له أهمية بالغة في ضوء تعقيد القضايا الشرعية التي تواجه المجتمع الحديث، فهو يسعى دائمًا لتحقيق ضبط الشأن الديني والحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع. كما يعكس هذا الدور نهج الأزهر في مكافحة التطرف الديني، فضلاً عن كونه داعمًا لقيم المحبة وقبول الآخر.
في النهاية، يواصل الأزهر الشريف أداء رسالته السامية كمؤسسة دينية وتعليمية تتمتع بالاستقلال التام، مع الحرص على التعاون مع الجهات الأخرى لتعزيز الأمن الفكري، وخدمة الوطن والمواطنين بالشكل الذي يليق بهذه المؤسسة العريقة.