«تقرير مرعب» يكشف أسرار وتفاصيل خطيرة عن ما يحدث في جزيرة سقطرى

تمثل جزيرة سقطرى اليمنية واحدة من أبرز الكنوز البيئية العالمية بفضل تنوعها الفريد وأشجارها النادرة، إلا أن أشجار دم الأخوين التي تعد رمزًا لجمال الجزيرة تواجه تحديات خطيرة تهدد بقاءها. التغير المناخي، الأعاصير المدمرة، والرعي الجائر من قبل الماعز الغازي يقوض النظام البيئي الثمين في الجزيرة، ما يتطلب تدابير فورية ودعماً دولياً لإنقاذ هذا التراث الطبيعي النادر.

التغير المناخي وتأثيره على أشجار دم الأخوين

تعتبر أشجار دم الأخوين من أهم معالم جزيرة سقطرى، التي تنفرد بزراعتها عالميًا، لكنها تشهد خطرًا كبيرًا نتيجة التغيرات المناخية المتزايدة. الأعاصير أصبحت أشد قوة مقارنة بالعقود السابقة، مما أدى إلى تدمير آلاف الأشجار التي تلعب دورًا حيويًا في حبس الرطوبة ودعم النباتات المجاورة. هذه الظواهر الطبيعية دفعت النظام البيئي للجزيرة إلى وضع حرج، حيث أصبحت الأراضي الجافة أكثر عرضة للانجراف وفقدان التنوع الحيوي. يؤكد الباحثون البيئيون أن الاحتباس الحراري ساهم في زيادة تواتر الأعاصير، ما يجعل الجزيرة في مواجهة مستمرة مع تحديات بيئية معقدة.

الرعي الجائر: خطر الماعز الغازي على السقطري

الرعي الجائر الناتج عن انتشار الماعز الغازي يمثل واحدًا من أخطر التهديدات التي تواجه أشجار دم الأخوين، حيث تلتهم الشتلات الصغيرة لهذا النوع النادر قبل أن تتمكن من النمو. وبفضل طبيعتها البطيئة في النمو، تصبح صعوبة تعويض الأشجار المفقودة مشكلة كبيرة. في ظل هذه الظروف، تتخذ المبادرات المحلية مثل مشروع عائلة كيباني خطوات إيجابية من خلال إنشاء مشاتل محمية لتوفير بيئة آمنة للشتلات حتى تصل إلى مرحلة النضج. لكن، بسبب استمرار الحرب الأهلية وعدم الاستقرار السياسي في اليمن، تتضاءل الموارد التي تدعم هذه البرامج البيئية، ما يزيد الحاجة إلى دعم دولي وتعاون بين مختلف الأطراف.

الحفاظ على أشجار دم الأخوين يتطلب استجابة عالمية

تصنف أشجار دم الأخوين ضمن التراث الطبيعي النادر، وتمثل ركيزة رئيسة في توازن النظام البيئي لجزيرة سقطرى. على المستوى المحلي، تبرز الحاجة إلى زيادة الوعي بحماية هذه الأشجار، بينما تتطلب الأزمات المتفاقمة دعماً عالمياً عاجلاً. ينبغي وضع خطط للحفاظ على التوازن البيئي من خلال تقديم الدعم المالي والتقني للمبادرات البيئية، وتحفيز الشراكة مع منظمات المجتمع الدولي لتنفيذ برامج ترميم شاملة. الجهود المستدامة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وحماية التراث الفريد للجزيرة، مما يضمن بقاءها للأجيال القادمة.