«ارتفاع تاريخي» للذهب بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي بنسبة 1.5%

يشهد سوق الذهب تطورات كبيرة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والانخفاض الأخير في الدولار الأمريكي، حيث سجل المعدن الثمين مكاسب ملحوظة مع ارتفاع الطلب عليه كملاذ آمن وسط مخاوف حول الاستقرار المالي للاقتصاد الأمريكي، فضلاً عن انعكاسات خفض التصنيف الائتماني وزيادة التوقعات حول تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية.

تأثير انخفاض الدولار الأمريكي على أسعار الذهب

تراجع الدولار الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى أدنى مستوياته، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب عالميًا، إذ أن هبوط قيمة العملة الأمريكية يجعل السبائك الذهبية المسعرة بالدولار أكثر جذبًا للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، ووفقًا للمؤشرات الأخيرة، فإن انخفاض الدولار كان بسبب توالي الضغط على الاقتصاد الأمريكي وتنامي المخاوف بشأن عبء الدين الحكومي الضخم، بالإضافة إلى توقعات تخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر لدعم الاقتصاد.

كيف تؤثر التصنيفات الائتمانية على أداء الذهب؟

خفضت وكالة موديز مؤخرًا التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة بدرجة واحدة، بعد أن سجل عبء الدين الأمريكي مستوى قياسيًا بلغ 36 تريليون دولار، هذا الخفض يعزز من الشكوك حول استقرار الاقتصاد الأمريكي ويدفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، الجدير بالذكر أن التصنيفات الائتمانية الضعيفة تؤثر على قدرة الدول على الحصول على تمويل ميسر، مما يزيد الضغوط على الأسواق المالية ويدفع أسعار الذهب للارتفاع.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترات المقبلة

يتوقع المحللون استمرار الاتجاه الصعودي للذهب مع تزايد احتمالية تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، حيث قدّر بنك جولدمان ساكس أن يصل سعر الذهب إلى 3,700 دولار للأونصة بنهاية العام، مع توقعات بمزيد من الارتفاع إلى 4,000 دولار بحلول منتصف 2026، ويرتبط ذلك بشكل كبير بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي وزيادة الاستثمار في الأصول الآمنة، علاوة على ذلك، فمن المتوقع أن تؤثر بيانات التضخم وأسعار المستهلكين القادمة على اتجاه الذهب في السوق بشكل واضح.

بشكل عام، يُظهر سوق الذهب مرونة قوية أمام التقلبات الاقتصادية، حيث يلعب الذهب دورًا حيويًا كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات، ومن المتوقع أن تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاعات وفقًا للبيانات والتوقعات الاقتصادية العالمية، مما يجعل الذهب خيارًا استثماريًا مهمًا في ظل الظروف الحالية.