«الذهب يلمع» مجددًا مع تراجع آفاق الاقتصاد الأميركي الضعيفة

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ بعد أن شهدت أكبر انخفاض أسبوعي منذ ستة أشهر، حيث دفعت المخاوف المتزايدة تجاه الاقتصاد الأمريكي وعجز الميزانية المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وقد بلغ الذهب في الجلسات الآسيوية المبكرة 3,245 دولاراً للأونصة، مما يشير إلى اتجاه متزايد في الإقبال على المعدن الثمين بدعم من عوامل اقتصادية عالمية.

تأثير خفض التصنيف الائتماني على أسعار الذهب

جاء ارتفاع أسعار الذهب بعد إعلان وكالة “موديز” التصنيف الائتماني السيادي الجديد للولايات المتحدة، حيث خفضت الوكالة التصنيف من “Aaa” إلى “Aa1″، مشيرة إلى العجز المستمر في ميزانية الحكومة الأمريكية والفشل المتكرر في مواجهته، وقد أثرت هذه الأخبار بشكل كبير على الأسواق المالية ودعمت الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر المعدن في الأسواق العالمية، ويعتبر خفض التصنيف خطوة مهمة أثرت في زيادة قلق المستثمرين حول استدامة الاقتصاد الأمريكي ومستوى الدين العام، مما دفعهم إلى تنويع استثماراتهم.

ارتفاع الذهب رغم التقلبات السابقة

خلال الأشهر الماضية شهد المعدن الأصفر تقلبات كبيرة بسبب تذبذب العوامل المؤثرة على الأسواق مثل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث سجل الذهب الشهر الماضي ارتفاعاً قياسياً وتجاوز حاجز 3,500 دولار للأونصة، ومع ذلك، شهد الأسبوع الماضي خسارة كبيرة بعد تراجع التوترات الجيوسياسية، ورغم هذه التقلبات، ظل الذهب يسجل ارتفاعاً بنسبة تزيد عن 20% منذ بداية العام، حيث تدعمه المخاوف الاقتصادية العالمية إلى جانب زيادة الطلب من صناديق الاستثمار العالمية المتداولة في البورصة.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يشير خبراء الأسواق المالية إلى أن الذهب قد يواصل التقلبات على المدى القصير مع تأثير الأنباء المتضاربة، وصرّح المحلل “فاسو مينون” أن سياسات ترمب الاقتصادية وتنويع الأصول بعيداً عن الدولار تعتبر من المحركات الأساسية للارتفاعات المستقبلية للذهب، ويتوقع أن يستمر الدعم للذهب على الأجل الطويل بسبب استمرار المخاوف الاقتصادية العالمية، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية الدولية، كما قد تلعب مخاطر التضخم والاضطرابات في الأسواق الأمريكية دوراً في تحفيز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، وارتبط هذا الاتجاه بالطلب المتزايد على المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين التي شهدت ارتفاعات ملحوظة في الأسواق العالمية.

تعتبر أسعار الذهب الآن على مسار تصاعدي مدفوع بالتحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، مما يجعلها أداة استثمار آمنة ومثالية في أوقات الأزمات والتقلبات، وقد تستمر هذه الاتجاهات في تعزيز الطلب على المعدن الثمين في المستقبل المنظور، مع تقلبات حذرة في الأجل القصير وأرباح محتملة على المدى الطويل.