«تحرك جديد» برلمان ليبيا يسعى لتشكيل حكومة جديدة وسط دعوات لدعم دولي

تتسارع الأحداث في العاصمة طرابلس وسط تصاعد الاحتجاجات واستقالات مؤثرة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، حيث بدأ مجلس النواب الليبي خطواته الأولى لتشكيل حكومة جديدة، مؤكدًا أن حكومة الدبيبة فقدت شرعيتها تمامًا منذ قرار البرلمان بسحب الثقة قبل ثلاث سنوات، بينما زادت موجات الغضب الشعبي من الضغط لإسقاطها بشكل كامل في ظل التوتر الأمني الحالي.

تدخل مجلس النواب الليبي لإنهاء أزمة حكومة الوحدة الوطنية

أصبح تدخل مجلس النواب الليبي أمرًا ضروريًا في ظل الوضع المتأزم في طرابلس حيث أكد البرلمان في بيان رسمي أن حكومة الدبيبة لم تعد تمتلك أي شرعية قانونية أو شعبية، قائلًا إنها أصبحت “والعدم سواء”، وأعلن عن اتخاذ خطوات عملية لتشكيل حكومة جديدة بالتعاون مع المجلس الأعلى للدولة لحل الأزمة، بينما تتواصل الجهود لضمان تمثيل سياسي عادل وشرعي يلبي مطالب المواطنين ويحترم تطلعاتهم.

التصعيد الأمني وتداعياته على حكومة الوحدة الوطنية

شهدت طرابلس تصاعدًا حادًا في التوتر الأمني في الأيام الماضية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجماعات المسلحة، ما أحدث أضرارًا جسيمة في البنية التحتية وخلف عددًا من الضحايا المدنيين، وأدت هذه الأحداث إلى نزول الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للحالة المتدهورة والمطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، وهو ما ردت عليه مجموعات مسلحة باللجوء إلى العنف والقمع ضد المحتجين السلميين، بينما أدان مجلس النواب هذا القمع ودعا الأجهزة الأمنية إلى ضمان حماية المواطنين وحقهم في الاحتجاج السلمي.

خطوات البرلمان لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا

أعلن مجلس النواب الليبي عن تشكيل لجنة مشتركة مع المجلس الأعلى للدولة لضمان اختيار رئيس وزراء جديد بآلية عادلة وشفافة، حيث تضم اللجنة 8 أعضاء مناصفة بين الجهتين، وتتولى مراجعة ملفات المرشحين وفرزها قبل إحالتها إلى البرلمان للتصويت عليها، ولضمان النزاهة أحال المجلس ملفات 11 مرشحًا إلى النائب العام للتأكد من استيفائهم الشروط القانونية، في خطوة تأمل من خلالها القيادة السياسية إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الاستقرار.

في ظل هذه المستجدات السياسية والأمنية، يتطلع الشارع الليبي إلى تحقيق الاستقرار والبدء بمرحلة جديدة من الحكم الرشيد، لكن ذلك يعتمد على نجاح القيادة في الوصول إلى توافق وطني وإنهاء الانقسامات العميقة التي أنهكت البلاد.