«تحرك الأسواق» الذهب يستقر مع تراجع الدولار وترقب بيانات الاقتصاد الأمريكي

شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس تعافياً ملحوظاً بعد تعرضها لخسائر في بداية الجلسة، حيث استفاد الذهب من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وعمليات شراء جديدة من قبل المستثمرين، ويأتي ذلك في إطار ترقب واسع النطاق لصدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة من المتوقع أن تسهم في رسم ملامح السياسة النقدية المستقبلية وأسعار الفائدة.

تعافي سعر الذهب وتأثيره على السوق

استقرت أسعار الذهب في السوق الفوري عند 3179.07 دولار للأوقية بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ العاشر من أبريل، وعادت للتعافي مستندة إلى عمليات شراء مستمرة نتيجة تراجع الدولار بنسبة 0.3%، حيث يُعرف تأثير الدولار القوي على أسعار الذهب نظراً لتراجع تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى خلال انخفاض الدولار، مما يعزز الطلب عليه بصورة ملحوظة، كما ساهمت الأنماط الفنية في ارتفاع الأسعار، حيث كان لخط الدعم الرئيسي دور في استعادة التوازن السعري للذهب.

الاقتصاد العالمي وعلاقته بسعر الذهب

تزامناً مع التحركات الأخيرة في أسعار الذهب، شهدت الأسواق تطوراً مهماً مع اتفاق الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، الأمر الذي أدى إلى تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، يُعتبر هذا الاتفاق عاملاً مساهماً في تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أن حالة الترقب لبيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة لا تزال تلقي بظلالها على السوق، حيث تركز أنظار المستثمرين على توجهات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة، خصوصاً بعد بيانات التضخم الأخيرة التي جاءت أقل من التوقعات.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

تشير التوقعات الحالية إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مع بداية عام 2025، وهو ما يعزز جاذبية الذهب في ظل انخفاض أسعار الفائدة، حيث يُعتبر الذهب عادة وسيلة تحوط فعّالة ضد التقلبات الاقتصادية، على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 0.4%، لتستقر عند 32.9 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين والبلاديوم مكاسب ملحوظة وصلت إلى 0.7% و0.6% على التوالي، مما يعكس أداء متبايناً داخل سوق المعادن اعتماداً على العوامل المؤثرة في كل معدن تحديداً.

في النهاية، يتأثر الذهب وباقي المعادن النفيسة بشكل كبير بعوامل اقتصادية متعددة مثل أسعار الدولار، السياسة النقدية، ومستوى التوتر التجاري بين الدول الكبرى، مما يجعل هذه الأسواق ديناميكية ومتغيرة بصورة مستمرة، لذلك يظل العامل الرئيسي في قرارات المستثمرين هو مراقبة التحركات الاقتصادية وصياغة استراتيجيات استثمارية مرنة.