«شراكة تاريخية».. بريطانيا تُعلن تعاوناً إستراتيجياً جديداً مع الحكومة اليمنية

في إطار الجهود العالمية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، أعلنت المملكة المتحدة عن إطلاق شراكة استراتيجية مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. تهدف هذه الشراكة إلى دعم الأمن البحري ومحاربة التهريب في المياه الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات في البحر الأحمر. تعزيز الحماية البحرية ومكافحة الجريمة الدولية هو هدف جوهري يدعم الاستقرار في الممرات المائية الحيوية عالميًا.

إطلاق شراكة الأمن البحري بين بريطانيا واليمن

أعلنت بريطانيا عن تعاونها مع الحكومة اليمنية من خلال شراكة جديدة تركز على تعزيز الأمن البحري في المنطقة. ويأتي هذا الإعلان على لسان نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، أثناء كلمة ألقاها في جلسة لمجلس الأمن الدولي. هذه المبادرة تهدف إلى مواجهة الأنشطة غير المشروعة وتحقيق الاستقرار في المياه الإقليمية اليمنية والممرات المجاورة، حيث يشدد كاريوكي أن الشراكة تأتي في إطار جهود دولية متضافرة لتحقيق الأمن البحري ومكافحة التحديات الناتجة عن تصاعد التهديدات الإقليمية

كما عبّر المسؤول البريطاني عن التزام بلاده بمكافحة التهديدات البحرية التي تفرضها الأنشطة الحوثية، مشيرًا إلى اتخاذ نهج دولي منسق مع الشركاء الدوليين؛ تشمل هذه الجهود تعزيز قدرات الحكومة اليمنية في التصدي للتهريب والقرصنة.

تطوير قدرات خفر السواحل اليمنية

ضمن الشراكة الأمنية، ستلعب قوات خفر السواحل اليمنية دورًا رئيسيًا في حماية الحدود البحرية ومكافحة الإرهاب والقرصنة. أعلن “البرنامج العالمي لمكافحة الجريمة البحرية” التابع للأمم المتحدة عن تسليم تجهيزات جديدة لقواعد خفر السواحل بعدن والمخا، تتضمن أنظمة طاقة شمسية لدعم مهام القوات اليومية، وتم تمويل هذا المشروع من قبل وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، مما يعزز من كفاءة عمل القوات البحرية اليمنية وقدرتها على تنفيذ المهام المطلوبة؛ يعكس هذا الدعم استمرار الالتزام البريطاني بتقديم الدعم الميداني الفعّال.

أهمية الشراكة في تعزيز الأمن بالبحر الأحمر

البحر الأحمر وخليج عدن يُعدّان شريانًا حيويًا للنقل البحري العالمي، حيث يشهدان حركة تجارية يومية من ناقلات النفط والبضائع. مع تصاعد التحديات الأمنية، يُصبح تعزيز الأمن البحري ضرورة قصوى؛ الشراكة بين بريطانيا والحكومة اليمنية تأتي في هذا السياق لضمان تأمين هذا الممر المائي المهم وحماية التجارة الدولية. تسهم هذه الجهود أيضًا في محاربة الأنشطة غير المشروعة مثل تهريب الأسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة التي تهدد استقرار المنطقة.

في الختام، يمثل إطلاق شراكة الأمن البحري بين بريطانيا واليمن خطوة هامة نحو تحقيق استقرار بحري إقليمي. تعزيز قدرات خفر السواحل، ومكافحة التهريب، وحماية الممرات البحرية هي أولويات هذا التعاون في وجه التحديات الجيوسياسية المتزايدة.