تنويه مهم اليوم.. من يملك حق التعليم للزوجات بعد الطلاق مع اقتراب موسم الدراسة؟

تُعد الولاية التعليمية من أبرز القضايا التي تثير جدلًا واسعًا بين الأزواج المطلقين مع اقتراب موسم الدراسة، إذ تُحدد جهة اتخاذ القرارات الخاصة بمسار التعليم للأبناء بعد الطلاق، وهي تمثيل الطفل في إدارة شؤونه التعليمية، حيث يحق لحامل الولاية تقديم المستندات إلى المدرسة وتحديد جهة التعليم وسحب ملف الطالب قبل بلوغه سن 15 عامًا أو انتهاء سن الحضانة.

تعريف الولاية التعليمية وأحكام القانون المصري المتعلقة بها

تكفل الدستور المصري حق التعليم، وتلزم بضرورة استكماله حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وتثبت الولاية التعليمية للولي الطبيعي وهو الأب عند عدم وجود خلافات زوجية، إلا أنها تنتقل تلقائيًا إلى الحاضنة بقوة القانون بموجب المادة 54 من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون 126 لسنة 2008، وذلك لضمان رعاية الطفل وتحقيق المصلحة الفضلى له، حيث تعني الولاية التعليمية حق إدارة كافة القرارات المتعلقة بتعليم الطفل بما يشمل اختيار المدارس والإشراف على المسار الدراسي.

من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟ حقوق الحاضنة ومسؤولياتها

يوضح الخبير القانوني علي الطباخ أن الولاية التعليمية تبقى في يد الحاضن، عادةً الأم، ما دام الطفل تحت حضانتها ولم تسقط عنها الحضانة لأسباب قانونية، مما يمنح الأم حق اتخاذ جميع الإجراءات التعليمية منفردة بدءًا من التقديم للمدارس ونقل القيد، إلى اختيار نوع التعليم بشكل مستقل دون الحاجة لموافقة الأب، وهذا الحق تؤكده العديد من أحكام محكمة القضاء الإداري التي تميز هذه الولاية للحاضن باعتباره الأقدر على حماية مصلحة الطفل التعليمية والشخصية في مرحلة الطفولة.

النزاعات القضائية حول الولاية التعليمية وأهمية المصلحة الفضلى للطفل

على الرغم من وضوح القانون، تتكرر النزاعات القضائية حول الولاية التعليمية داخل المحاكم بسبب زيادة حالات الطلاق وغياب اتفاق مسبق بين الزوجين بشأن مستقبل الأبناء التعليمي. ويحق للأب أن يتقدم بدعوى قضائية لتعديل الولاية التعليمية إذا اعتبر أن قرارات الأم تضر بمصلحة الطفل، مع تأكيد الخبير علي الطباخ على أن المعيار الأساسي في ظل هذه المنازعات هو مصلحة الطفل الفضلى، والتي تُراعى بحرص بالغ من قبل المحكمة، كما تُبرز الدعوات أهمية توعية الأبوين لتجنب الصراعات التي تبقى عائقًا أمام استقرار الأبناء في مسارهم التعليمي.

تتجلى أهمية الولاية التعليمية في فهم حقوق ومسؤوليات كل طرف فيما يتعلق بمستقبل الأبناء الدراسي في ظل الطلاق، حيث يكون الالتزام بحق التعليم وحفظ مصلحة الطفل الهدف الأسمى الذي يجب أن تتكاتف الجهود لتحقيقه وتحقيق بيئة مستقرة تهدف إلى استقرارهم النفسي والمعرفي.