ظهور خاص اليوم.. كيف صنعت هدى سلطان مكانتها بين عمالقة الفن المصري؟

بدأت مسيرة هدى سلطان الفنية بصوتها الدافئ الذي خطف قلوب عشاق الطرب وأثبتت وجودها بقوة في عالم الفن المصري، حتى أصبحت أحد رموز الفن التي تتجسد في مزيج غني بين الغناء والتمثيل. الفنانة التي تحدّت ظروف أسرتها المحافظة، وأسرت القلوب بصوتها وأدوارها السينمائية والتلفزيونية الخالدة.

مسيرة هدى سلطان بين الغناء والتمثيل: كيف بدأت الفنانة مسيرتها الفنية وتغلّبت على التحديات

ولدت هدى سلطان بمدينة طنطا عام 1925 لعائلة محافظة لم تبارك دخولها عالم الفن، إذ واجهت معارضة شديدة خاصة من أخيها الموسيقار محمد فوزي، الذي خشي عليها من صعوبات الوسط الفني آنذاك؛ لكنها لم تستسلم وأثبتت تصميمها وحبها للفن. بدأت هدى سلطان الغناء في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية ثم نالت فرصة العمل كمطربة في الإذاعة المصرية، بدعم الملحن أحمد عبد القادر. في عام 1950، دعاها المنتج جبرائيل نحاس للتمثيل من خلال فيلم “ست الحسن” للمخرج نيازي مصطفى، لتبدأ بذلك رحلتها الفنية التي امتدت لأكثر من سبعين فيلمًا وعشرات الأعمال التلفزيونية.

أفلام هدى سلطان وصوتها العذب: كيف تركت بصمة فنية بين عمالقة السينما والطرب المصري

تميزت أفلام هدى سلطان بالتنوع بين الكوميديا والرومانسية والتراجيديا، حيث تألقت في أعمال مثل “نساء بلا رجال”، “مكتوب على الجبين”، “بيت الطاعة”، “تاكسي الغرام” و”حبيب قلبي” عام 1952، الذي جمعها مع الموسيقار رياض السنباطي في تجربة نادرة، إذ كانت المطربة الوحيدة التي تشارك البطولة بشكل مباشر معه. لم يقتصر إبداعها على الشاشة بل امتد إلى الغناء، إذ امتلكت صوتًا مفعمًا بالشجن والصدق، ووصفها الموسيقار محمد الموجي بصوتها القوي والبارع، وساهم السنباطي في صياغة ألحان خلدتها خلال مسيرتها. جسدت هدى أدوارًا مؤثرة على الشاشة الفضية، وقد شكّلت ثنائيات ناجحة مع نجوم كبار مثل فريد شوقي وكمال الشناوي وشكري سرحان.

التحديات الشخصية في حياة هدى سلطان: كيف أثرت العلاقة المعقدة مع شقيقها محمد فوزي على مسيرتها الفنية

كانت العلاقة بين هدى سلطان وشقيقها محمد فوزي من أكثر المحطات المعقدة في حياتها، حيث عارض بشدة دخولها الفن حتى وصل الأمر إلى تهديدها بالقتل بعد توقيعها عقد احتكار سينمائي؛ واستمر الخلاف سنوات طويلة قبل أن تنتهي بالمصالحة المؤثرة قبيل وفاته. هذه الحوادث تكشف حجم التحديات التي واجهتها على الصعيد الشخصي، لكنها أيضًا تعكس قوة إرادتها وتمسكها بموهبتها رغم الضغوط. بالإضافة إلى السينما والغناء، قدمت هدى سلطان أدوارًا إنسانية رائعة في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات مثل “المال والبنون”، “الوتد” و”عائلة الحاج متولي”، مما عزز حضورها الفني عبر الأجيال المختلفة.

تترك هدى سلطان إرثًا فنيًا خالدًا يُذكر بموهبتها الفطرية وقوتها في مواجهة التحديات، حيث دمجت ببراعة بين صوتها المميز وتمثيلها الرائع لتصنع لنفسها مكانة متميزة في تاريخ الفن المصري. ستظل أعمالها صوتًا وصورة ترسم تفاصيل فن أصيل لا يزول مهما مرت السنوات.