«فرصة مربحة» طفرة عقارية دبي هل هي بداية فقاعة جديدة تهدد السوق العقاري

تشهد مبيعات المنازل في دبي خلال الربع الثاني من 2025 ارتفاعًا تاريخيًا، مدفوعة بتدفق المستثمرين الأجانب وتراجع قيمة الدولار، وهو ما يعزز جاذبية السوق العقاري للإمارة بين المشترين العالميين. هذا النمو السريع يثير تساؤلات حول استدامة الأداء الحالي، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات فقاعة عقارية شهدتها دبي سابقًا، وذلك رغم المشاريع الفريدة التي تتطور مثل مشروع “إيوا” الذي يجمع بين الفن الهندسي القديم والتصميم الحديث.

مبيعات المنازل في دبي تحقق ارتفاعات قياسية بالأسعار والمعاملات

ارتفع سعر العقارات في دبي بنسبة تقارب 70% منذ نهاية 2019، مع تسجيل نحو 51 ألف صفقة بيع خلال الربع الثاني من 2025 فقط؛ ما يعكس حركة نشطة في سوق مبيعات المنازل في دبي، بالإضافة إلى وصول قيمة تلك الصفقات إلى أكثر من 73 مليار دولار حتى نهاية يونيو، بزيادة وصلت إلى 41% مقارنة بالعام السابق. هذا النشاط المثير يرتبط إلى حد كبير بتراجع الدولار الأميركي وتبعات السياسات الاقتصادية التي أثرت على الأسواق العالمية، حيث استفاد المشترون خاصة الأوروبيون من قيمة شرائية أعلى في ظل ارتباط الدرهم بالدولار.

مخاطر زيادة المعروض تؤثر على استقرار مبيعات المنازل في دبي

على الرغم من الأداء المتميز لمبيعات المنازل في دبي، ثمة مخاوف من زيادة المعروض السكني خلال السنوات المقبلة؛ إذ تشير بيانات إلى وجود نحو ربع مليون وحدة قيد التطوير، ما يرفع احتمالية زيادة المعروض بنسبة 30%، وهو ما قد يضغط على الأسعار قصيرة ومتوسطة الأجل. كما تؤدي ارتفاعات أسعار الأراضي وتزايد المنافسة بين المطورين إلى انخفاض هوامش الربح، مع تحديات في جعل المشاريع عقارية مجدية من الناحية الاقتصادية، ما يفرض ضغوطًا على القطاع ويجعل استيعاب السوق لتلك الكميات الجديدة أمرًا معقدًا.

مبيعات المنازل في دبي بين دروس الماضي ورؤية المستقبل

تعكس سوق مبيعات المنازل في دبي تاريخًا مليئًا بالتقلبات، حيث شهدت الإمارة انهيارات حادة في الدورات العقارية خلال العقود الماضية، مثل مشروع “العالم” الذي أُوقف بسبب الأزمة المالية عام 2008، وما تبعه من تأثيرات لانهيار أسعار النفط في 2014. بالرغم من هذه الدروس، لا تزال مشاريع ضخمة مستمرة مثل “قلب أوروبا” بقيمة 6 مليارات دولار، ما يعكس ثقة بعض المطورين في انتعاش طويل الأمد. ويرى خبراء مثل ويل ماكنتوش أن السوق أصبح أكثر نضجًا مع زيادة نسبة المشترين الفعليين مقابل المضاربين، في إشارة إلى تغير في طبيعة حركة مبيعات المنازل في دبي مقارنة بأزمات سابقة.

مبيعات المنازل في دبي تواصل تسجيل مستويات قياسية تعكس ديناميكية نشطة، لكنها تطرح تحديات بالغة الأهمية تتعلق بزيادة العرض وقدرة السوق على استيعاب هذه الزيادة، وسط تساؤلات متجددة عن إمكانية تجاوز السوق الأزمات السابقة أو الوقوع في فقاعة جديدة قد تعيد أجواء عدم الاستقرار إلى المشهد العقاري في الإمارة.