لعنة السرقة تشتعل في لندن: 26 ألف جريمة يومياً وسرقة هاتف كل 7 دقائق، كيف تواجه العاصمة هذه الموجة؟

استمرارًا في تصاعد معدلات الجرائم اليومية في بريطانيا، تظهر الإحصائيات أن حدوث سرقة هاتف كل 7 دقائق يعكس حجم المشكلة الأمنية التي تواجهها لندن خصوصًا. تجاوز عدد الجرائم اليومية في المملكة المتحدة 26,000 جريمة، تشمل عمليات السرقة، الاحتيال، والعنف الجسدي، مما يجعل الشوارع تعج بالحوادث المؤثرة على حياة المواطنين.

أسباب زيادة جرائم سرقة الهواتف المحمولة وتأثيرها في لندن

تفيد البيانات أن لندن تستحوذ على أكبر نسبة من جرائم سرقة الهواتف المحمولة، حيث تُسجل حوالي 80,000 هاتف مسروق سنويًا قيمتها تتخطى 66 مليون دولار؛ منها 64,000 جهاز آيفون فقط. هذه الزيادة الكبيرة أثرت بشكل مباشر على تكاليف التأمين، التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 40% خلال العام الماضي. كما يعاني 29% من البالغين في بريطانيا من سرقة أجهزتهم خلال العام 2024، ما يعكس تدهور الأمان في الأماكن العامة وتنامي نشاط السرقات التي تستهدف الهواتف الذكية.

معدل جرائم السطو والسرقة في كافة أنحاء بريطانيا وأبعادها الاقتصادية

تصل عمليات السطو التي تُبلغ حوالي 6 ملايين حالة سنويًا على مختلف أنواع المتاجر والمرافق التجارية إلى مستويات متصاعدة، مع تزايد ملحوظ في سرقات الساعات الفاخرة التي تبلغ قيمتها أكثر من 80 مليون دولار مع سرقة حوالى أربع ساعات ثمينة يوميًا. هذه الظاهرة لا تقتصر على الخسائر المادية فقط، بل تعكس أيضًا تأثيرًا اقتصاديًا سلبيًا واسع النطاق، حيث تُشكل السرقات عبئًا على القطاع التجاري وتفرض زيادة في نفقات التأمين والحماية.

تجارة المسروقات وتهريبها خارج بريطانيا وتأثيرها على الأمن الوطني

تشير التقارير إلى أن نحو 75% من المسروقات يتم تهريبها خارج الحدود البريطانية، ما يدفع إلى تفاقم مشكلة السوق السوداء وزيادة نشاط المافيات المنظمة المختصة بتجارة السلع المسروقة. التهريب السنوي الكثيف يُضعف الجهود الأمنية ويزيد من صعوبة ضبط مثل هذه الجرائم، مما يحتم على السلطات تكثيف التدابير الأمنية والعمل على تحسين نظم المراقبة للحد من انتشار هذه الجرائم عبر الحدود.

تؤكد هذه الأرقام أن ظاهرة سرقة الهواتف المحمولة في لندن ومختلف المدن البريطانية ليست مجرد مشكلة فردية بل أزمة أمنية واجتماعية واقتصادية، تتطلب استراتيجيات متكاملة للحد من انتشار هذه الجرائم والحد من آثارها السلبية على المجتمع.