قفزة غير مسبوقة في أسعار النفط تحقق أفضل مكسب أسبوعي منذ يونيو… ما الأسباب؟

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا هذا الأسبوع مع تصاعد التوترات الجيوسياسية؛ إذ يصبح تأثير القرارات الأمريكية واضحًا على الأسواق العالمية، خاصة بعد تصعيد الرئيس دونالد ترامب ضغوطه على روسيا وتهديده بفرض عقوبات جديدة في حال عدم التوصل إلى هدنة في أوكرانيا، فضلًا عن انتقاده للهند لاستمرار استيرادها النفط الروسي.

تحرك الأسواق وسط قفزات أسعار النفط وتوترات الجيوسياسية

أدى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى دفع أسعار النفط نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ يونيو الماضي؛ حيث حافظ خام غرب تكساس الوسيط على استقراره فوق 69 دولارًا للبرميل، بينما تداول خام برنت دون حاجز 72 دولارًا، في ظل حذر المستثمرين من تأثير الإجراءات الأمريكية المرتقبة على الأسواق، وخاصة مع فرض الرسوم الجمركية الجديدة ذات الصلة بالتوترات التجارية.

التدابير الجمركية الأمريكية وتأثيرها على أسعار النفط العالمية

يرتقب المستثمرون تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بدءًا من يوم الجمعة، وسط مخاوف من ردود فعل انتقامية من الدول المستهدفة، خاصة كندا والهند. وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية من 25% إلى 35%، مع استثناء واضح لقطاع النفط بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما يعكس أهمية النفط في العلاقات التجارية؛ كما تم تصنيف الهند ضمن قائمة الدول التي ستُفرض عليها أيضاً تعريفة جمركية تصل إلى 25% بسبب استمرارها في استيراد النفط والسلاح من روسيا، ما وضع نيودلهي تحت ضغوط تهديدات بعقوبات إضافية.

خطة الهند للحد من اعتمادها على النفط الروسي وسط ضغوط أمريكية متزايدة

في محاولة لتقليل الاعتماد على النفط الروسي الذي يشكل أكثر من ثلث وارداتها، طلبت الحكومة الهندية من شركات التكرير المحلية إعداد خطط بديلة لاستيراد النفط من مصادر أخرى؛ وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم على الهند وتوجه ترامب لفرض حد أدنى عالمي للتعريفة الجمركية بنسبة 10% على الصادرات الدولية، في إطار مواجهة ما وصفها بممارسات تجارية غير عادلة تهدد الاقتصاد الأمريكي.

وتشير التطورات إلى أن أسعار النفط تواجه تقلبات ملحوظة نتيجة للاجراءات الاقتصادية والسياسية، حيث من المتوقع أن تؤثر هذه القرارات الأمريكية الجديدة على حركة الأسواق النفطية العالمية بشكل ملموس خلال الفترة القادمة، مع استمرار مختلف الدول في تعديل سياساتها التجارية والاستراتيجية النفطية.