«أسرار مخفية» صندوق على الورق كيف ابتلع أحلام الشباب وفرصهم الحقيقية

صندوق على الورق يمثل لغزًا اقتصاديًا أثار جدلًا واسعًا بين رواد الأعمال الشباب في مصر والسعودية، حيث ظهر ككيان استثماري يدّعي دعمه وتمويل الشركات الناشئة بحجم ضخم من الأموال، لكنه في الحقيقة لم يكن أكثر من شعار خادع يبتلع أحلام الكثيرين دون مقابل حقيقي، محققًا امتدادًا وهميًا في السوق عبر سلسلة من التوقيعات على عقود تمنح حصصًا دون أي استثمار.

صندوق على الورق: بداية الطموح وآليات الاستحواذ

تبلورت صورة صندوق على الورق لأول مرة خلال معرض “تكني سوميت”، حيث استغل حضور الشباب المتحمس في مجتمع ريادة الأعمال ليسوق نفسه على أنه دعامة استراتيجية لدعم المشاريع الناشئة، مقدمًا ما بدا وكأنه فرص لا تُعوّض من دعم لوجستي وإعلامي، إضافة إلى مكاتب في مدن كبرى. لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا، فالشروط التي فرضها تضمنت استحواذ الصندوق على نسبة 20 إلى 30% من أسهم هذه المشاريع مقابل وعود وشعارات بدون أي تمويل حقيقي، ما ساهم في انتشاره سريعًا بين الشركات دون ضمانات ملموسة.

التشكيك في شرعية صندوق على الورق

أثار تقرير رسمي صادر عن مكتب التمثيل التجاري المصري في جدة حالة من الذهول بعدما كشف عدم وجود صندوق على الورق في السجلات السعودية الرسمية، سواء لدى وزارة التجارة أو هيئة السوق المالية، الأمر الذي بدد أية شكوك حول مصداقية الكيان، خاصة مع غياب أي وثائق قانونية منشورة على موقعه الإلكتروني، والذي بدوره، رغم تصاميمه المتقنة، لم يقدم ما يثبت وجود مقر حقيقي للصندوق سوى عناوين لأماكن سكنية.

خطة الاستثمار وأوهام الأموال المعروضة

يروج صندوق على الورق لخططه الطموحة بضخ عشرات الملايين من الدولارات بأسواق السعودية، مصر، وأفريقيا بحلول عام 2025، لكن التحريات تشير إلى أن هذا كله يبقى مجرد روايات دون بيانات رسمية أو تسجيلات قانونية تدعم تلك الادعاءات، ومن الغريب أن يسجل الصندوق وقائع استحواذات على شركات ناشئة في الوقت الذي لا يملك فيه موثوقية أو وجودًا حقيقيًا، ليبقى في النهاية مجرد اسم بلا كيان.

• التوقيع على عقود تمنح حصصًا دون تمويل
• عدم وجود السجل التجاري أو التراخيص القانونية
• ادعاءات مالية بدون مستندات تدعمها
• شهدت المنطقة نشاطات مشبوهة مرتبطة باسم الصندوق

تبقى حكاية صندوق على الورق تذكرة مهمة لكل شاب يحلم بإطلاق مشروعه في ظل بيئة مليئة بالوعود المغرية والمخاطر المتخفية، فالوعي والفحص الدقيق لتفاصيل أي عرض استثماري بات ضرورة لا غنى عنها، خصوصًا عندما يكون الكيان مجرد اسم قد يبدو كبيرًا لكنه بلا وجود حقيقي على أرض الواقع، ليصبح بمثابة سراب استهلك طموحات وأفكار الكثيرين.