كاسبرسكي تحذر من تصاعد هجمات الفدية الموجهة خلال قمة جيسيك 2025

تشير التقارير السنوية لشركة الأمن السيبراني كاسبرسكي إلى زيادة ملحوظة في أنشطة هجمات برامج الفدية على مستوى العالم، حيث تزايدت هذه الجرائم الإلكترونية في مناطق الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا بشكل خاص، مرجعة ذلك إلى التفاوت في الاستثمارات الأمنية الرقمية وسرعة التوسع التكنولوجي، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمؤسسات التي تسعى لتعزيز أمان بياناتها.

تزايد هجمات برامج الفدية في العالم

بحسب تقرير كاسبرسكي، تركزت هجمات الفدية خلال العام الماضي في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا التي تشهد تباينًا ملحوظًا في الاستعداد السيبراني، وقد أظهرت الإحصائيات وصول نسبة المستخدمين المتضررين عالميًا إلى 0.44%، رغم أنها تبدو صغيرة، إلا أن التركيز على الأهداف ذات القيمة العالية أدى إلى زيادة خطورة هذه الهجمات، في إفريقيا، ورغم النمو البطيء في معدلات الرقمنة، فإن التوسع التدريجي في الاقتصاد الرقمي في دول مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا تسبب في تفاقم الهجمات السيبرانية، بينما كانت دول أوروبا أقل تأثرًا نتيجة استراتيجياتها المتطورة في الأمن السيبراني.

دور الذكاء الاصطناعي في برمجيات الفدية

كشفت كاسبرسكي في تقريرها السنوي عن تطور ملحوظ في أساليب الهجمات الإلكترونية، حيث يعتمد القراصنة على الذكاء الاصطناعي لبناء برمجيات فدية معقدة يصعب اكتشافها، وبرزت مجموعات تهديد متقدمة مثل FunkSec التي تستغل أدوات تقنية مبتكرة للقيام بهجمات تعتمد على أسلوب “الابتزاز المزدوج”، حيث يتم تشفير البيانات وسرقتها في الوقت ذاته، كما باتت أجهزة الإنترنت المهيأة بشكل خاطئ هدفًا مثاليًا أكثر من أي وقت مضى، وتستفيد بعض المجموعات من نموذج “الفدية كخدمة” الذي يتيح للهاكرز تنفيذ هجمات متطورة دون خبرات برمجية واسعة.

توصيات لتعزيز الحماية ضد برمجيات الفدية

للتصدي لتزايد هجمات برامج الفدية، توصي كاسبرسكي بمجموعة من الإجراءات الوقائية، ومنها تفعيل تقنيات حماية الأنظمة الطرفية بشكل شامل وتحديث البرمجيات باستمرار لتجنب الثغرات الأمنية، كذلك، ينبغي إنشاء نسخ احتياطية غير متصلة بالإنترنت، فضلاً عن تثبيت حلول الكشف والاستجابة للتهديدات المتقدمة، ومن المهم رفع وعي العاملين داخل المؤسسات عبر برامج تدريبية دورية تركز على التعامل مع التهديدات الرقمية، إلى جانب ضرورة مراقبة حركة البيانات الخارجة من الشبكات، والتركيز على اكتشاف الحركات الجانبية التي تهدف إلى استهداف ضعف البنية التحتية الأمنية.

من جانب آخر، يعزز الالتزام بهذه الممارسات الوقائية من مقاومة المؤسسات للهجمات الرقمية المتكررة، كما يساهم في تقليل آثار الأضرار المالية والوظيفية الناتجة عن تلك الهجمات، ويبقى مستقبل الأمن السيبراني مرهونًا بمدى التزام المؤسسات بتطبيق أنظمة حماية متقدمة، والاعتماد على أدوات ذكاء اصطناعي لمكافحة التهديدات المتطورة في الوقت الفعلي.