«تحديات كبيرة» سعر الدولار اليوم مقابل الليرة السورية وتأثيره على الاقتصاد المصري

الدولار مقابل الليرة السورية هو مؤشر متتبع بحرص من الجميع داخل وخارج سوريا، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية التي يمر بها البلد، أسعار الدولار تؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين ومستوى الحياة اليومية، ولا يخفى على أحد كيف أن استقرار أو تغير سعر الدولار مقابل الليرة السورية يشكل عاملًا حاسمًا في رسم توجهات الأسواق المحلية والعالمية تجاه الاقتصاد السوري.

كيف يتأثر سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم في السوق السوداء؟

تعيش السوق السوداء حالة من التوازن النسبي في سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم، بعد موجات من الارتفاع والانخفاض غير المنتظم، يعود ذلك إلى عدة عوامل أهمها تدخلات الحكومة للحد من المضاربات ومحاولة ضبط السوق، حيث تتفاوت الأسعار قليلًا بين المحافظات مع ثبات نسبي حول عتبة الـ10,000 ليرة، فتجده في دمشق وحلب وإدلب عند حدود 9,900 للشراء و10,000 للبيع، بينما ترتفع قليلاً في الحسكة لتصل إلى 9,950 للشراء و10,050 للبيع، وهذا يعكس محاولة لتجنب التذبذبات الحادة التي تسببها المضاربات المالية غير المنضبطة، كما أن تضييق الخناق على السوق غير الرسمية يزيد تدريجيًا من مصداقية الليرة السورية.

الدور الحكومي في ضبط سعر الدولار مقابل الليرة السورية

لا يمكن غض النظر عن الدور الفعال الذي تلعبه الحكومة السورية في تحسين استقرار سعر الدولار مقابل الليرة السورية، عبر مجموعة من السياسات الاقتصادية النقدية التي تحاول تحقيق توازن بين العرض والطلب، مثل استعادة سوريا لنظام “سويفت” الذي يعزز التحويلات المالية الرسمية، ثم طرح صكوك محلية تمكّن من تمويل السوق الداخلية بعيدًا عن الدين الخارجي، إضافة إلى سياسة تعويم المدار التي تسمح لليرة السورية بالتأقلم مع تقلبات السوق بشكل أكبر، هذه الخطوات تخدم توجهات توحيد سعر الصرف بين السوق الرسمية والموازية لتخفيف الفجوة التي تزعزع استقرار الليرة، كما أن المؤسسات الحكومية المسؤولة تحرص على تعزيز الرقابة على التحويلات والنشاطات غير القانونية التي تؤثر على سعر الدولار مقابل الليرة السورية.

توقعات سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم والمستقبلية

النظر إلى المستقبل يكشف عن بعض التفاؤل بحركة سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم والفترة المقبلة، حيث يتوقع العديد من المحللين أن تستمر حالة الاستقرار أو حتى يتراجع سعر الدولار تدريجيًا بشكل متوازن، خاصة مع مضاعفة الرقابة على الأسواق غير الرسمية، إضافة إلى الجهود الحثيثة لزيادة التدفقات النقدية الرسمية من خلال القنوات القانونية، وتحسن الأوضاع الاستثمارية التي بدأت تتبلور تدريجيًا بعد سنوات من الركود، ومن أهم العوامل التي قد تدعم هذا الاتجاه:

• توحيد الجهود الحكومية والمالية في ضبط سعر صرف الليرة،
• الإقبال الأكبر على الاستثمارات المحلية والأجنبية،
• تفعيل الاتفاقيات التجارية والاقتصادية التي تعزز الاقتصاد السوري،
• تحسن ظروف التصدير والاستيراد بعد عودة سوريا إلى النظام المالي الدولي،

تأتي استجابة السوق لتلك الجهود عبر تراجع الطلب المضاربي على الدولار، خاصة أن الاستقرار النسبي في المحافظات الكبرى يمنح المواطنين شعورًا بالثقة، كما أن الفجوات الطفيفة بين أسعار المحافظات تعكس طبيعة العرض والطلب المحلي، بينما يبقى تحدي العقوبات والظروف السياسية عائقًا أمام انفتاح أكبر واقتراب سعر الدولار مقابل الليرة السورية من الاستقرار التام، ولا شك أن استمرار العمل على إصلاح النظام المالي والمصرفي سيترك أثرًا إيجابيًا أكبر.

النقلة التي يشهدها سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم تدفع إلى إيمان أوسع بأن السياسة النقدية التي تتبناها الحكومة قد تؤتي ثمارها، رغم التحديات العديدة، والمراقبة الحثيثة لحركة البيع والشراء في السوق السوداء تبرهن على إدراك الجهات المعنية لأهمية حماية استقرار الليرة، وتحدث التطورات المستمرة في هذا الملف الاقتصادي محطات مهمة نتابعها بشغف، خصوصًا مع الاعتماد الأكبر على التمويل المحلي والصكوك المالية، وعودة سوريا تدريجيًا إلى النظام المالي الدولي عبر خدمتي السويفت أو غيرها، عوامل توفر فرصة لتجاوز المصاعب الحالية، مما قد ينعكس على سعر الدولار مقابل الليرة السورية بشكل إيجابي في الفترات المقبلة.