هيمنة الليثيوم الصيني تُقيد مراكز البيانات التقنية

تعتبر بطاريات الليثيوم حجر الأساس للعديد من التقنيات الحديثة التي تعتمد عليها مراكز البيانات، الأنظمة المالية، ومنصات التخزين السحابي، حيث تُستخدم في سد الفجوات الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي، إلا أن هذا الاعتماد الكبير على بطاريات الليثيوم يُبرز تساؤلات حول استدامته، خصوصًا أن الصين تهيمن على أكثر من 60% من عمليات تكرير الليثيوم عالميًا، مما يُبرز التحديات الاقتصادية والاستراتيجية المرتبطة بذلك.

سيطرة الصين على إنتاج بطاريات الليثيوم

تتحكم الصين في جزء كبير من سلسلة التوريد العالمية لبطاريات الليثيوم، حيث تستورد الولايات المتحدة ما قيمته 15.3 مليار دولار من بطاريات الليثيوم من السوق الصينية، وهو ما يشكل ربع إجمالي صادرات الصين من هذا النوع من البطاريات، وعلى الرغم من أن الليثيوم يُستخرج من عدة دول مثل أستراليا والأرجنتين والبرازيل، إلا أن معظم الإنتاج يمر بعمليات التكرير في الصين قبل طرحه في الأسواق العالمية، ما يزيد من اعتماد السوق العالمية عليها.

المخاطر الاستراتيجية للاعتماد على الليثيوم

تعتمد البنية التحتية الحيوية، ومنها مراكز البيانات التي تحتاج إلى تدفق مستمر للطاقة، على استقرار إمدادات بطاريات الليثيوم، ومع ذلك فإن الاعتماد الكبير على بطاريات الليثيوم المعالجة في الصين يعرض الولايات المتحدة لمخاطر اقتصادية وجيوسياسية، خاصة مع إعلان الصين عن قيود على تصدير تقنيات حيوية مثل معالجة الليثيوم والغاليوم، وهو ما يشكل ضغطًا متزايدًا لإيجاد بدائل لتخفيض الاعتماد على هذه الإمدادات.

البحث عن بدائل لبطاريات الليثيوم

قد دفعت المخاطر الاقتصادية المترتبة على الاعتماد على بطاريات الليثيوم المُعالجة في الصين نحو تطوير بدائل تكنولوجية جديدة تُجنب استخدام هذا المعدن، ومن بين هذه البدائل تُعد بطاريات التدفق العضوي بديلاً واعدًا، حيث تعتمد على جزيئات عضوية غير سامة أو قابلة للاشتعال، إلى جانب تقنيات أخرى مثل بطاريات أيونات الصوديوم التي تُجنب استخدام الليثيوم والكوبالت والنيكل، وتُعتبر هذه المواد أكثر أمانًا وصديقة للبيئة. بالإضافة إلى ذلك، تُعد شركات أمريكية مثل “بروميثيوس هايبرسكيل” من أوائل الشركات المهتمة بتبني هذه الابتكارات على نطاق واسع.

تأثير الاتجاه الأمريكي على السوق العالمية

يسلط ابتعاد السوق الأمريكية تدريجيًا عن بطاريات الليثيوم المكررة في الصين الضوء على إعادة تشكيل سوق الطاقة، حيث يشكل الطلب الأمريكي المتزايد على بدائل الليثيوم خطرًا يواجه الموردين الصينيين، مثل تيانكي ليثيوم وغانفينغ ليثيوم، الذين يعتمدون بشكل أساسي على العملاء العالميين، ورغم أن هذه التحولات لن تحدث بين عشية وضحاها، إلا أن اعتماد الولايات المتحدة على هذه البدائل يشير إلى اتجاه مستقبلي متزايد لتقليل الاعتماد على الصين، مما يمنحها فرصة استراتيجية لإعادة هيكلة سوق الطاقة العالمي بما يتناسب مع معاييرها الوطنية.

آفاق التحول نحو تقنيات التخزين الجديدة

رغم أن التقنيات البديلة مثل بطاريات التدفق العضوي وأيونات الصوديوم لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أنها توفر آفاقًا واعدة لتقليل الاعتماد على بطاريات الليثيوم الصينية، ويمثل هذا التحول تطورًا كبيرًا في مجال تخزين الطاقة، مع زيادة التطوير والابتكار في هذا المجال للوصول إلى حلول أكثر استدامة وأقل تكلفة، مما يدعم البنية التحتية للطاقة بشكل أكثر مرونة وفعالية.