«صدمة كبرى».. أسعار الذهب تهوي لأدنى مستوى منذ 6 أشهر

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا كبيرًا مؤخرًا بعد أن كانت في ارتفاع قياسي خلال أبريل عندما بلغت 3500 دولار للأونصة، وقد تأثرت التحركات الأخيرة بتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى زيادة عوائد السندات الأمريكية وارتفاع مؤشر الدولار، مما تسبب في تراجع الطلب على المعدن النفيس في الأسواق العالمية، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعاره بشكل ملحوظ.

تأثير التوترات العالمية على أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية لتصل إلى حوالي 3180 دولارًا للأونصة حسب تقارير آخر الأسبوع، مسجلة أسوأ أداء خلال ستة أشهر، ويعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى التقدم في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم التوصل إلى اتفاقات لتخفيف الرسوم الجمركية، مما شجع المستثمرين على التحول إلى أصول مرتفعة المخاطر بدلاً من الملاذات الآمنة، كالمعادن الثمينة، هذا الاتجاه قلّل الطلب على الذهب وأدى إلى تقلبات في أسعاره العالمية.

بالإضافة لذلك، دعم ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات تحول المستثمرين عن الذهب، حيث أصبحت السندات والاستثمارات الدولارية أكثر جاذبية، ليس فقط من حيث الأمان، بل أيضًا العوائد المرتفعة التي تقدمها في الوقت الحالي، مما ألقى العبء على أسعار الذهب وأفقدها جزءًا من زخمها المعتاد.

الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

الأحداث الجيوسياسية الأخيرة لعبت دورًا هامًا في تقلب أسعار الذهب، فقد أدت تنبؤات الهدوء في بعض النزاعات، مثل الملف النووي الإيراني، إلى تخفيف التقلبات التي عادة ما تدفع المستثمرين نحو الذهب كوسيلة لحماية رؤوس الأموال في أوقات الأزمات، هذا الانخفاض في المخاطر الجيوسياسية دفع المستثمرين أكثر نحو الخيارات الاستثمارية ذات العوائد المرتفعة، ما أثر سلبًا على أسعار الذهب الحالية.

من جهة أخرى، يرى محللون ماليون أن الذهب قد يظل الصندوق الاستثماري الآمن الأكثر استقرارًا، خاصة في الظروف غير المتوقعة التي قد تظهر مستقبلاً، مثل حدوث تقلبات تجارية أو تخبطات مالية عالمية، مما يجعل الطلب عليه يعود سريعًا في أوقات الأزمات المتجددة.

مستقبل أسعار الذهب في الأسواق العالمية

يبقى مستقبل أسعار الذهب مفتوحًا أمام العديد من السيناريوهات، حيث إن الاقتصاد العالمي يشهد حالة من التقلّب المستمر، في الوقت الذي يعتمد فيه الذهب بشكل أساسي على كونه ملاذًا آمنًا خلال الأزمات، فبرغم هبوط الأسعار إلى مستويات أقل من القمة المسجلة حديثًا، فإن احتمالية عودتها للصعود متاحة في ظل التوترات الاقتصادية أو السياسية التي قد تنشأ لاحقًا، ويرى الخبراء أن الذهب يظل رهينة تقلبات الأسواق العالمية والسياسات المالية.

بالنهاية، يبقى الذهب أحد الأصول الأكثر استقرارًا وأهمية بالرغم من تقلباته الحالية، فمن شأن الأزمات العالمية أن تعيده مجددًا إلى الصدارة كملاذ استثماري لا غنى عنه للمستثمرين في كل أنحاء العالم.