رغم ارتفاع الريال.. أسعار السلع في عدن تتجاهل الانخفاض هل تعرف الأسباب؟

واصل الريال اليمني تحسنه المستمر أمام العملات الأجنبية، خصوصًا في سوق الصرافة بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث شهدت أسعار الصرف تطورات مهمة لم تنعكس حتى الآن على أسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق المحلية. سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية كان محل متابعة مستمرة يوم السبت، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ قبل أن يتراجع بشكل طفيف، في حين لم يجد المواطنون أي تراجع مباشر في تكلفة السلع التي يحتاجونها يوميًا.

تطورات سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية في عدن

شهدت تداولات سوق الصرافة مساء السبت في عدن تحسنًا واضحًا في سعر صرف الريال اليمني، إذ بلغ السعر 390 ريالًا مقابل الريال السعودي و1600 ريال مقابل الدولار الأمريكي، لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلًا، إذ عاد سعر الريال للتراجع إلى 420 مقابل الريال السعودي بينما استقر عند 1600 مقابل الدولار. وتوقع مصدر في السوق استمرار تحسن سعر صرف الريال اليمني ليصل إلى مستوياته الأفضل بنهاية الأسبوع، مع سعر متوقع يبلغ 142 ريالًا مقابل الريال السعودي، و1400 ريالًا مقابل الدولار الأميريكي. هذا التحسن في العملة المحلية يوحي ببداية استقرار، لكنه حتى الآن غير كافٍ لإحداث أثر مباشر على الأسعار في السوق المحلية.

الاختلاف بين تحسن سعر الريال اليمني وثبات أسعار السلع الاستهلاكية

على الرغم من التحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني، لم يرافق ذلك انخفاض ملحوظ في أسعار السلع الأساسية، وهو ما يثير قلق المواطنين الذين يأملون أن يؤدي تحسن العملة إلى تخفيف العبء المعيشي عليهم. مصادر محلية وأصحاب محلات التجزئة أكدوا أن أسعار المنتجات مثل الأرز والدقيق والسكر والزيوت لم تتغير في ظل ثبات تكلفة السلع عند مستويات مرتفعة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم فعالية اللجان الرقابية التي شكلتها السلطات لضبط الأسعار وضمان أن تتماشى مع تحركات سعر صرف الريال اليمني. ما زالت الأسعار ثابتة رغم الشكاوى وطلبات المواطنين المستمرة بتدخل حقيقي لرصد وضبط الأسعار.

أسعار السلع الأساسية في عدن وتأثير سعر الريال اليمني

تفاصيل أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية توضح مدى الثبات في الأسعار، رغم التغيرات التي يشهدها سعر الريال اليمني؛ حيث يتراوح سعر كيس دقيق “السنابل” (25 كجم) حوالي 31,732 ريال، وكيس دقيق “حضرموت” سعره 29,924 ريال، بينما يصل سعر كيس أرز متوسط النوعية (20 كجم) إلى 59,710 ريال. السكر البرازيلي (50 كجم) يباع بسعر 96,444 ريال، والسكر المحلي “السعيد” (25 كجم) بسعر 51,667 ريال، وزيت الطبخ المتوسط الجودة (5 لتر) 24,488 ريال. فيما تتفاوت أسعار بعض المواد المعلبة مثل علبة الفاصوليا بـ 1,292 ريال، وعلبة الفول بـ 1,020 ريال، وعبوة الحليب الشاي الصغيرة بـ 440 ريال، في حين عبوة الزبادي تصل إلى 800 ريال للصغيرة و1,200 ريال للكبيرة. أسعار الخضروات تتسم بالتقلب اليومي، حيث سجل كيلو البطاطا في سوق كريتر 2,000 ريال، والطماطم 1,700 ريال، والبصل الأحمر بـ 1,500 ريال.

• كيس دقيق “السنابل” (25 كجم): 31,732 ريال
• كيس دقيق “حضرموت” (25 كجم): 29,924 ريال
• كيس أرز متوسط النوعية (20 كجم): 59,710 ريال
• سكر برازيلي (50 كجم): 96,444 ريال
• سكر “السعيد” (25 كجم): 51,667 ريال
• زيت طبخ متوسط الجودة (5 لتر): 24,488 ريال
• علبة فاصوليا: 1,292 ريال
• علبة فول: 1,020 ريال
• عبوة حليب شاي صغيرة: 440 ريال
• عبوة زبادي صغيرة: 800 ريال
• عبوة زبادي كبيرة: 1,200 ريال

يجدر الإشارة إلى أن المواطنون في أسواق كريتر يعبرون عن استيائهم من ضعف دور الجهات المحلية في مراقبة أسعار التجزئة، رغم نزول لجان رقابية إلى الأسواق الكبيرة ومراكز الجملة، إلا أن النتائج لا تظهر بشكل واضح على الأسعار. كما أشار بعض التجار إلى توقف بيع بعض المواد الغذائية في محلاتهم مؤقتًا إلى حين استقرار سعر صرف الريال اليمني، ما يعكس حالة الترقب والانتظار التي تسود الأسواق.

يبقى تحسن سعر الريال اليمني مؤشرًا مهمًا يعكس فرصًا لانتعاش الاقتصاد واستقرار الأسعار على المدى المتوسط، لكن مع ذلك فإن الحاجة لا تزال ملحة لتفعيل الإجراءات الرقابية وتنظيم السوق بشفافية تضمن وصول أثر هذا التحسن إلى المواطن العادي، الذي يواجه يوميًا تحديات مادية مع ارتفاع تكاليف المعيشة. استمرار ثبات أسعار السلع مقابل تحسن سعر الريال يجعل من الوعود بتحسن الوضع الاقتصادي أمرًا بعيد المنال، ما يستوجب متابعة حثيثة للمستجدات والتدخلات المستمرة لضبط السوق دون تأخير.