خبير رقمي يقترح تأسيس منظومة وطنية لمراقبة محتوى الإنترنت وحماية الذوق العام

تتصدر مراقبة صُناع المحتوى واجهة أولويات الدولة المصرية للحفاظ على الذوق العام وسط انتشار المحتوى الإلكتروني المخل بالقيم، خاصة مع تصاعد ظاهرة نشر مقاطع فيديو على منصات مثل «تيك توك» تستهدف تشويه الأخلاق المجتمعية واستغلال الفئات الحساسة. يشير خبير التحول الرقمي الدكتور إسلام نصرالله إلى ضرورة بناء منظومة وطنية شاملة لمراقبة صُناع المحتوى لضمان بيئة رقمية صحية وآمنة.

أهمية إنشاء منظومة وطنية شاملة لمراقبة صُناع المحتوى الرقمي

يلفت الدكتور إسلام نصرالله إلى أن إنشاء منظومة وطنية متكاملة لمراقبة صُناع المحتوى بات ضرورة ملحة، تُسهم في ضبط انتشار الفيديوهات المسيئة والأفكار التي تُخل بالأمن الثقافي والاجتماعي؛ فهذه المنظومة تجمع بين جهود تشريعية وتنفيذية وتقنية لرصد المخالفات عبر الإنترنت بكفاءة. ويتضمن ذلك توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لمتابعة المحتوى قبل انتشاره والتدخل الفوري لمنع وصوله للفئات الصغرى، وهو ما يحد من تأثير صُناع المحتوى السلبيين المنتشرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

دور التكنولوجيا الحديثة في رصد ومراقبة صُناع المحتوى

يرى نصرالله أن التكنولوجيا الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، تمثل سلاحًا قويًا لرصد وتتبع الأعمال الرقمية الضارة التي يقوم بها بعض صُناع المحتوى، الذين يسعون بقيادة مقاطع مستفزة لكسب الشهرة أو الربح السريع. يمكن الاستفادة من أنظمة تحليل الفيديوهات والصوت لتحديد المحتوى المفبرك وحملات التضليل المنظمة التي تهدف إلى تغييب الوعي العام؛ مما يؤكد على دور منظومة مراقبة صُناع المحتوى في حماية المجتمع من الانحرافات والسلوكيات غير المقبولة خاصة بين الشباب.

خطوات استراتيجية لمواجهة إفساد الذوق العام عبر مراقبة صُناع المحتوى

تتطلب مواجهة ظاهرة إفساد الذوق العام من خلال المحتوى الرقمي تنفيذ خطوات عملية مدروسة، منها:

• تشكيل مرصد وطني مستقل يضم خبراء إعلام وتكنولوجيا وقانون لمتابعة وتحليل المحتوى الرقمي بشكل دوري
• تعزيز التشريعات لمكافحة الجرائم الإلكترونية بالتركيز على المحتوى المسيء والتحريض على الفسق والكراهية
• إطلاق حملات توعية وتثقيف رقمي موجهة للمستخدمين، وخصوصًا الشباب، لتعزيز وعيهم بقيمة المحتوى وتأثيره
• استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمنع انتشار المحتوى الضار فور رصده والحفاظ على بيئة رقمية آمنة
• إشراك المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني في مراقبة وتأهيل صُناع المحتوى بما يضمن التزامهم بالقيم الأخلاقية

يشدد نصرالله على أن هذه الإجراءات لا تقتصر على كونها مجرد تدابير أمنية، بل هي استراتيجية وطنية لحماية الهوية الثقافية وتعزيز النمو الفكري، مشيرًا إلى قدرة مصر على تطوير بيئة رقمية متوازنة تضمن حرية التعبير ضمن حدود القانون وتحترم المبادئ الدينية والاجتماعية، ما يجعل مراقبة صُناع المحتوى عنصرًا رئيسيًا في تحقيق ذلك.