«تراجع ملحوظ» الذهب يفقد بريقه وسط ترقب لمحاورات أميركا والصين التجارية

تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف وسط مراقبة دقيقة لمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أظهر الطرفان استعدادًا لتقديم تنازلات متبادلة، وقد بلغ سعر الذهب نحو 3320 دولارًا للأونصة بعد أن حقق ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.5% في بداية الأسبوع، وتعد هذه التحركات انعكاسًا لتأثيرات المفاوضات التي جرت بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، حيث انطلقت في لندن مع بروز مؤشرات على تخفيف القيود الأمريكية على صادرات التكنولوجيا، مقابل تسهيلات صينية تتعلق بشحنات العناصر الأرضية النادرة.

استقرار اسعار الذهب وتأثير المخاوف التجارية

تزايدت المخاوف التجارية العالمية، مما ساعد في دعم جاذبية الذهب كملاذ آمن للكثير من المستثمرين، على الرغم من أن موجة الارتفاع في أسعار الذهب قد هدأت في الأسابيع الأخيرة، إلا أن استمرار القلق حول تداعيات السياسات الجمركية الأمريكية أسهم في إبقاء سعر الذهب عند مستوى مقارب للمستوى القياسي الذي يقارب 3500 دولار للأونصة، والذي سجله في أبريل. في الوقت ذاته، شهد البلاتين استقرارًا بعد قفزة في الأسعار بنسبة وصلت إلى 4.7%، مشيرًا إلى حالة الشح الشديد في السوق، وترافق هذا التفاؤل مع تحسن معنويات الذهب الذي زاد بأكثر من 25% هذا العام.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

وفقًا لفرانسيسكو بلانش، رئيس بحوث السلع والمشتقات في “بنك أوف أميركا”، يتوقع أن يصل سعر الذهب في المستقبل إلى 4000 دولار للأونصة، ولكنه أشار إلى أن تحقق هذا النبوءة يتطلب صدمة اقتصادية كبيرة قد تفصل الأسعار عن مستوياتها الحالية، ويعتبر هذا التحليل جزءًا من المشهد الاقتصادي الذي يعكس تحركات الأسواق العالمية وتوقعاتها.

متابعة حركة السوق للذهب

شهد الذهب تراجعًا بسيطًا بنسبة 0.2% ليصل سعره إلى 3318.73 دولارًا للأونصة في السوق الآسيوية صباحًا، في حين بقي مؤشر بلومبرغ للدولار دون تغير يُذكر، كما شهدت المعادن الثمينة مثل الفضة والبلاديوم تحركًا مشابهًا، حيث انخفضت الفضة لكنها ظلت قرب أعلى مستوياتها على مدار 13 عامًا، بينما تابع البلاديوم الهبوط أيضًا، وبهذا السياق، يظل اهتمام المستثمرين موجهًا نحو مزاد سندات الخزانة الأمريكية المرتقب الذي يحظى باهتمام كبير عالميًا.

تأثيرات المزاد الأمريكي على اسعار الذهب

ينتظر المستثمرون حدثًا هامًا يتمثل في مزاد لسندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، والذي يُتوقع أن يؤثر على حركة سوق الذهب، في ظل تزايد المقاومة العالمية للديون الأمريكية، وهذا المزاد قد يوفر دلائل جديدة للمستثمرين لاتخاذ قراراتهم بشأن الاستثمار في الذهب كملاذ آمن؛ فنتائج ضعيفة من هذا المزاد قد تدفع المستثمرين لزيادة الطلب على الذهب، وتعزيز قيمته بالفترة القادمة.