«تأثير مباشر» أسعار النفط وسط ترقب قمة أمريكية روسية وكيف ستتغير الأسواق

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ اليوم وسط ترقب المستثمرين لقمة أمريكية روسية مهمة حول أوكرانيا، حيث تركز الأسواق على تأثير هذه اللقاءات المحتمل على مستقبل تعاقدات النفط الروسي وتصاعد التوترات الاقتصادية العالمية مع توقعات طلب ضعيفة تحد من ارتفاع الأسعار.

تطورات أسعار النفط اليوم وتأثير القمة الأمريكية الروسية

شهدت أسعار النفط اليوم زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بنحو 24 سنتًا أو 0.37%، مسجلة 65.87 دولارًا للبرميل، في حين قفزت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتًا بما يعادل 0.34% لتصل إلى 62.85 دولارًا للبرميل، بعد انخفاض حاد في المستويات خلال الأيام الماضية، وذلك نتيجة صدور تقارير سلبية من الحكومة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية بشأن وفرة المعروض النفطي. تعكس حركة الأسعار في ظل هذه الظروف حالة من الترقب الحذر، خاصة مع تهديدات الرئيس الأمريكي المحتملة بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا إذا فشلت محادثات السلام المرتقبة في ألاسكا بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يعزز المخاوف من تصاعد الحصار الاقتصادي على مشتري النفط الروسي ويدفع أسعار الخام للارتفاع بسبب ما يعرف بعلاوة المخاطر على السوق.

كيف تؤثر القرارات الأمريكية على أسعار النفط والتوقعات المستقبلية

يرتبط سعر النفط بشكل وثيق بتوجهات السياسة النقدية الأمريكية، حيث عززت التوقعات المتزايدة بخفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر المقبل من تحسن أسعار النفط، لا سيما بعد ظهور بيانات تضخم معتدلة في يوليو وضعف أرقام التوظيف، مما زاد من أمل الأسواق في دعم الطلب النفطي، خاصة مع تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التي أتت ضمن إطار توقع خفض كبير يصل إلى نصف نقطة مئوية. غير أن هذه الزيادة في الأسعار اصطدمت بحاجز تمثّل في تقارير عن زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأمريكية بنحو 3 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى ارتفاع المعروض النفطي العالمي بوتيرة أسرع في عامي 2025 و2026، نتيجة زيادة إنتاج أوبك وحلفائها وكذلك دول خارج المنظمة، وهو ما يخلق توازنًا معقدًا بين قوى العرض والطلب تؤثر على تحركات الأسعار.

التحديات الاقتصادية والآفاق المحتملة لأسعار النفط خلال الفترة القادمة

تتصاعد المخاوف في السوق بسبب احتمال فرض تعريفات ثانوية على مشتري النفط الروسي من دول مثل الصين وتركيا والهند، الأمر الذي قد يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي المرتبط بأسواق النفط، بينما تسعى هذه الدول لتفادي الضغوط الاقتصادية المتزايدة مع استمرار وفرة المعروض النفطي في الأسواق. حسب تحليلات “ريستاد إنرجي”، فإن حالة عدم اليقين السياسية تلقي بضغوط على الأسعار، وتضيف ما يعرف بعلاوة المخاطر إلى تكلفة النفط، لكنهم يتوقعون أن تستمر الوفرة في المعروض خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري وأعوام 2025 و2026، مما قد يخفف من تأثير العوامل الجيوسياسية على الأسعار. هذا التناقض بين معدلات العرض العالية وحالة التوتر السياسي يعكس واقع سوق النفط المعقد، الذي يتطلب متابعة دقيقة لتطورات القمة الأمريكية الروسية وتأثيرها المباشر على سياسة العقوبات وأسواق الطاقة العالمية.