النمر يكشف حقيقة اختبار DNA لتحديد الأمراض المستقبلية وتكلفته الحالية

اختبار الحمض النووي لتحليل الأمراض المستقبلية أصبح حديثًا مثيرًا للجدل، خصوصًا مع الانتشار الواسع لفحوصات تحليل المادة الوراثية من اللعاب التي تروج لها بعض المختبرات بهدف التنبؤ بالأمراض المستقبلية وتحديد النظام الغذائي المثالي، والتمارين الرياضية المناسبة، والأدوية الفعالة، بالإضافة إلى تقييم حالة البشرة والشعر وكيفية تأخير علامات الشيخوخة؛ الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول مدى صحة هذه الادعاءات العلمية.

فحص المادة الوراثية من اللعاب بين التسويق والواقع العلمي

أكد استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر عبر منصة “إكس” أن هناك تسويقًا تجاريًا مكثفًا لبعض المختبرات التي تقدم تحليل الحمض النووي لفحص المادة الوراثية من اللعاب، مدعين أن هذه الفحوصات يمكنها تحديد الأمراض التي سيصيب بها الشخص، وتقديم توصيات دقيقة حول الأكل والرياضة والأدوية، فضلًا عن تحليل تقييم جمال البشرة والشعر وكيفية تحسينهما، وغالبًا ما يُقدَّم التقرير الشامل بهذه التحاليل في ملفات تضمنت حوالي 1000 صفحة، ويبلغ سعرها نحو 24,000 ريال سعودي.

ضعف الأدلة العلمية على اختبار الحمض النووي لتحليل الأمراض المستقبلية

يرى الدكتور خالد النمر أن هذا النوع من التحليل هو تسويق أكثر منه علمًا محكمًا، موجّهًا بأن هذه الفحوصات إما غير مثبتة نهائيًا أو ما زالت في مراحل البحث العلمي المبكرة، كما أن الرابط بين النتائج الصحية والنتائج الوراثية ضعيف للغاية ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل؛ لأن وجود الطفرة الجينية لا يعني الإصابة الحتمية بالمرض، إذ يلعب نمط الحياة والعوامل البيئية الدور الأكبر في تحديد صحة الإنسان. رفض النمر الاعتماد على هذه النتائج قائلاً إن الغيب لا يعلمه إلا الله، سواء في الحالة الصحية أو المرضية، ولهذا لا ينصح بالإقبال على مثل هذه الفحوصات.

التوجيهات والنصائح حول اختبار الحمض النووي لتحليل الأمراض المستقبلية

لمن يفكر في إجراء اختبار الحمض النووي لتحليل الأمراض المستقبلية، من الضروري مراعاة عدد من النقاط قبل اتخاذ القرار، تشمل:

• التأكد من صحة ومصداقية المختبر الذي يُجري الفحص
• الوعي بأن النتائج قد لا تعكس حالة صحية حقيقية بسبب محدودية الأدلة العلمية
• عدم الاعتماد الكلي على التوصيات الغذائية أو الطبية المبنية على هذه التحاليل فقط
• أخذ نمط الحياة الصحي في الاعتبار كالعامل الأكثر تأثيرًا على الصحة العامة

ويُذكر أن تكلفة هذا النوع من التحاليل قد تكون باهظة، حيث يبلغ سعر بعض التحاليل الشاملة نحو 24,000 ريال سعودي، في مقابل تقرير مفصل يتضمن آلاف الصفحات.

يبقى تقييم الأبحاث أمام اختبار الحمض النووي لتحليل الأمراض المستقبلية قائمًا على مزيد من الدراسات القادمة، لكن في الوقت الراهن، يظل نمط الحياة الصحي والوعي الشخصي بمتابعة الحالة الصحية والتعامل مع الأطباء المتخصصين، أكثر جدوى في الحفاظ على الصحة وتجنب الأمراض، بدلًا من الاعتماد على نتائج قد تعطي تصورات غير دقيقة أو مضللة.