«اللغز الكبير».. أسعار النفط تتراجع عالمياً وترتفع محلياً في مصر بشكل غريب

تشهد أسواق النفط تحولات دراماتيكية تؤثر على الأسعار عالميًا، حيث سجلت الأسعار هبوطًا حادًا بسبب تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد تسببت الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بفرض 104% رسومًا جمركية على السلع الصينية، في زيادة الضغوط على الأسواق، وسط توقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يعزز هذه الأزمة بشكل مباشر.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط

تشير البيانات الأخيرة إلى تراجع ملحوظ في أسعار النفط الخام، فقد انخفض خام برنت إلى نحو 60 دولارًا للبرميل، بينما وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يقارب 57 دولارًا، وهو أدنى مستوى منذ 2021، يعود هذا الانخفاض الكبير بشكل رئيسي إلى فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة، مما زاد التوتر بين واشنطن وبكين، هذه الأزمة أثرت بشكل خاص على الطلب العالمي، حيث تعتمد الأسواق كثيرًا على الصين، باعتبارها أكبر مستورد عالمي للنفط، لكن مع تضرر الاقتصاد الصيني جراء الرسوم، قد يتباطأ النمو الاقتصادي مما يقلل الطلب على هذا المورد الحيوي.

مخاوف مرتبطة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي

أصبحت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي أكثر حدة بسبب تصاعد الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث أثرت هذه الحرب بشكل سلبي على استقرار أسواق النفط وسلاسل التوريد، يشير الخبراء إلى أن التباطؤ الاقتصادي العالمي يؤدي دائمًا إلى انخفاض الطلب على الطاقة بمختلف أنواعها، بما في ذلك النفط، ما يضع ضغوطًا على الأسعار، خاصة وأن الأسواق الآن تواجه تحديات تتعلق بالفائض في المعروض نتيجة لقرار منظمة “أوبك+” الأخير لزيادة إنتاج النفط، حيث من المتوقع أن تؤدي هذه الزيادة إلى مزيد من الانخفاضات السعرية.

رد فعل الأسواق الصينية وتأثيرها على الطلب على النفط

بكين رفضت التهديدات الأمريكية ولم تستسلم للضغوط، مما أدى إلى تفاقم الأزمة بين البلدين، وتصاعد المخاوف الاقتصادية، أثرت هذه المواجهة بشكل مباشر على نمو الطلب الصيني على النفط؛ فمن المتوقع أن يتراجع الطلب إلى ما بين 50 إلى 100 ألف برميل يوميًا إذا طال أمد الأزمة، رغم هذه الضغوط، أكدت تقارير اقتصادية أن الصين قد تستخدم سياسات تحفيزية لتعزيز الاقتصاد المحلي بهدف التخفيف من تأثير النزاع التجاري مثل زيادة الاستثمارات والصادرات إلى أسواق أخرى، هذه التدخلات قد تحد قليلاً من التراجع في استهلاك النفط.

من الجدير بالذكر أن تأثيرات هذه الأحداث لن تنعكس فقط على أسعار النفط وإنما قد تمتد لتشمل مجالات أخرى تتعلق بالطاقة والنقل العالميين، في حال استمرار هذه المعطيات الحالية دون إيجاد حل للتوترات الدولية.