رأس الحكمة تبرز كنقطة انطلاق حاسمة تعيد تشكيل مستقبل الاستثمار العقاري، هل أنت مستعد للاستثمار؟

تُعتبر صفقة رأس الحكمة نقطة تحول كبيرة في الاستثمار العقاري بمصر، إذ ساهمت في جذب استثمارات أجنبية ضخمة وتعزيز الثقة في السوق، مدعومة ببنية تحتية متطورة أهلت مصر لتصبح وجهة بارزة للاستثمار في المنطقة.

تدفق رؤوس الأموال الأجنبية وأثرها على الاستثمار العقاري في مصر

شهد القطاع العقاري في مصر تدفقًا متواصلًا لرؤوس الأموال الأجنبية، مما أدى إلى نقلة نوعية في السوق رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها البلاد، ومنها مخاوف انخفاض قيمة الجنيه التي أثرت في فترات سابقة على حركة السوق العقاري، حيث شهدت تشبعًا نسبيًا. لكن التطورات الأخيرة ساهمت في تنشيط السوق عبر زيادة الطلب المحلي والدولي، ما جعل المنافسة تشتد بين شركات التطوير العقاري؛ وهذا يصب مباشرة في مصلحة العملاء إذ أصبحوا أمام خيارات أوسع وأفضل. وفي ظل هذا المشهد، يحذر مهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، من مخاطر الافتقار إلى اختيار مطورين ذوي ملاءة مالية وسمعة قوية، خاصة مع تعطل بعض المشروعات نتيجة ارتفاع تكاليف التنفيذ والتغيرات الاقتصادية التي أدت إلى ما وصفه بـ”مجزرة في سوق البناء”.

التحديات المستقبلية وأزمة السيولة في سوق الاستثمار العقاري المصري

يشير البستاني إلى أن فترة التسقيع العقاري للمشروعات تحت الإنشاء قد انتهت، مع تحول واضح نحو استثمارات طويلة الأجل يتوقع المستثمر خلالها فترة لا تقل عن ثلاث سنوات قبل تحقيق عوائد ملموسة. ويضيف أن أزمة سيولة تلوح في الأفق تهدد استقرار العديد من شركات التطوير العقاري نتيجة الفجوة بين تكاليف التنفيذ وأسعار البيع، مما يستدعي معالجة هذه الفجوة بآليات تنظيمية مدروسة. وعلاوة على ذلك، يؤكد البستاني أن الاستثمار العقاري الفندقي يحقق أعلى عوائد مقارنة بأنماط الاستثمار الأخرى، تليه الاستثمارات التجارية، كما يلفت الانتباه إلى أهمية تنظيم ملف سحب الأراضي الناتج عن تأخر سداد الأقساط، مع الأخذ بعين الاعتبار آليات التظلم وسياسات الدولة المتعلقة بذلك، والحرص على تقديم تسهيلات وجدولة تلائم المطورين لضمان استقرار السوق العقاري.

دور وزارة الإسكان في دعم المطورين وتعزيز فرص الاستثمار العقاري في مصر

تواصل وزارة الإسكان سياسة دعم متوازنة تجاه المطورين العقاريين الذين يمثلون الأداة المركزية في تنفيذ خطط التطوير العمراني بالدولة، حسب تصريحات البستاني. ويشير إلى ضرورة توسيع دعم تصدير العقار عبر استهداف المصريين بالخارج والمستثمرين العرب، مؤكدًا قدرة مصر على جذب استثمارات ضخمة في حال تم تسويق قطاع العقارات بالشكل الصحيح. ويتطرق البستاني إلى أهمية تحسين الصورة الذهنية لمصر لدى المستثمرين، مشيرًا إلى أن الصورة السلبية التي صدرت سابقًا عبر السينما المصرية يجب أن تُستبدل بعرض مصر كوجهة استثمارية جذابة ومليئة بالفرص، وهو ما يعزز مكانتها الإقليمية ويزيد تدفق الاستثمارات الأجنبية على السوق العقاري المصري.